الافلاس والتجرد من الاخلاق
تجاوز عدد الأمريكيين المتوفين جراء فايروس كورونا 4000 شخص، وسيستمر الفايروس بحصد أروح الأمريكيين حتى يتجاوز عدد القتلى الذين خلفهم هجوم 11 سبتمبر. لعل المقارنة بين الرقمين توضح السقوط الأخلاقي الأمريكي في عدم الاكتراث بالضحايا الأمريكان طالما أن المصالح الاقتصادية لا تتأثر. وفي المقابل،
بينما نشاهد الدول الاخرى حتى الفقيرة منها تقوم بجميع الاجراءات لانقاذ شعبها حتى لو دمر ذلك اقتصادها والعمليات التجارية فيها أما على المستوى الشخصي فكل شخص يسعى الى البقاء في وتحقيق المصالة الشخصية وطبعا سيكون البقاء للأقوى ولاتكون القوى هنا مرتبطة بأ] معايير اخلاقية بس مستندة الى قوة التفكير والتركيز في تحقيق شيى واحد وهو الربح ويتجلى ذلك واضحا بالتيار القطب الواحد بالعالم الذي يفرض هيمنته على غالبية الدول الاخرى
منذ عدة سنوانت اشتركت ببحث في جامعة تورنتو عن دول العالم وتفضيلات الطلبة الموجودين بها اعتمدنا في هذه الدراسة على استطلاعات رأي تم جمعها من اكثر من عشر جامعات في دول مختلفة وقد وجدت الدراسة ان الاستبيانات للمشاركين من الولايات المتحدة في مجال الاقتصاد هم اقل المشاركين في الاستبيان الذين يفضلون الحلول الاخلاقية او المسؤولية الاجتماعية خلال شركات العمل التي يطمحون للعمل بها ومعظم الجامعات العاملة بالنظام الاميركي لاتميل الى تدريس هذه الاخلاقيات الاقتصادية
السؤال الملح الآن: ماذا جلبت حرية الأسواق والفردانية لتلك المجتمعات وللعالم أجمع منذ نشأتها حتى الآن؟ لقد كشفت الأزمة المالية العالمية عن السقوط الاخلاقي لكبار الشركات والبنوك؟
وبهذا نكون قد وصفنا بشكل دقيق الجانب الاخر للشركات الضخمة الخاصة المسيطرة فعليا على قرارات الدول واعلامها وخصوصا في ازمات حقيقية لاظهار الجانب الغير مشرق للهذه الشركات ومواقفها هي والدول من الدول المنكوبة وقرارتها للحفاظ على القطاع الخاص والرفاه لطبقة اجتماعية معينة على مبدأ التفكير العقلاني مقابل الطرف الاخر الذي ليس لديه القدرة للمطالبة بحقوقه
بقلم سامي نعمة